ادركت انه زمنا لا مكان فيه للقراءة والكتب

هى -----> فتاه لا غنية ولا فقيرة واهو ربك مش بينسى عباده اعرض عليكم يوم مر بحياتها
(للناس الفلحوسة العبقرية بس بالعكس الشخصية دى مش انا)


خرجت من باب الشقة -مش من باب الحمام- وكل خد عليه خوخة
نزلت من البيت وكانت ماشيه
وانتو عارفين بقة لما الحلوة تمشى تدلع يعنى اللى مش عاجبه يولع
رايحه مشوار كل يوم بتاع الكلية
ادلع يا كايدهم
عدت على ام يوسف البقاله الفتانة النمامه الغلاويه عشان تشترى باكو مناديل وكيس شيبسى اصلها مش بتحب تفطر
هى:كيس شيبسى والنبى يا ام يوسف
ام يوسف: اهلا يا حبيبتشى ازيك عاملة ايه شوفتى بنت ام هند اتجوزت وعريسها بيشتغل محاسب فى شركة انت عارفة عيله ولاد ابو اسماعيل هو منهم دول ولاد عم ابو اللى خلفوه......وكمان
هى:(تقاطعها) الف مبروك يا ام يوسف وعقبال يوسف (ماهو كدة هتاخرنا) كام كدة الحساب؟
ام يوسف: جنيه ونص
هى:باذبهلال والرياله شوية وهتنطر على وش ام يوسف,هو كيس الشبسى بجنية
ام يوسف:ايوة يا حبيبتشى
هى:حتى الشيبسى غلى يلا اشمعنا هو


استمرت ماشية فى طريقها وهى معديه شافت عم احمد بتاع الجرايد كانت عاوزة تعمل زى كل مرة وتعدى تشترى المصرى اليوم لكنها ادركت وبسرعة انها انفقت جنيه ونصف الجنيه فى اول الصباح مما يهدد ميزانية مصروفها اليومى المتواضع


هى:(تحدث نفسها) مش مشكله ابقى ارمى عينى فى جرنال اى حد راكب جنبى او قاعد جنبى وانقر اشوف فى ايه فى الدنيا


واستقلت مواصلاتها اليوميه لكنها لما تجد احدا يقرا جورنال لتقرا معه
يعنى الحال من بعضه والناس مطلعه قرص وسندويتشات وبتاكل
فادركت انه زمنا لا مكان فيه للقراءة والكتب
اخرجت روايتها المفضلة تقرأها نظر اليها الجميع نظرة وكانها اخطات فى فعل شئ وتحدث اليها احد الجالسين بجوارها
هو:هو انتى بتقرى ايه؟
(ادركت حينها انه الامر الغريب الذى فعلته انها تقرا وهو فعل اصبح غريب ومستهجن فى ذلك العصر)
هى:دى روايه الة الزمن لويلز
هو:ودى بتحكى عن ايه دى
هى:بتحكى عن.....أ
هو:يقاطعها:هى بكام اصلا
هى:(تشير له على سعر الروايه الموجود على غلاف الكتاب) بس مش مهم المهم متعة القراءة
هو:متعة ايه بس وبتاع اية انا اجيب بالفلوس دى كيلو لحمة ولا تيشيرت احسن
هى:الموضوع اراء


ولم يتحدثا ثانية حتى نهاية الطريق حيث ادركا انهما مختلفان تماما فهى تعشق القراءة ولكنها لا تستطيع ان تنفق عليها المال طوال الوقت اما هو فلا يقرأ ابدا


وصلت الى جامعتها وفوجئت(بكشك) مكتوب عليه مكتبة بيروت وهو فرع من مكتبه بيروت واخذت تتأمل الكتب المعروضة وهى تأكل الكتب بعينيها تريد ان تجمعهم جميعا داخل حقيبتها وهى تعرف انها تقوى على قراءة كل واحد منهم فى يومين فقط


فهذا كتاب عن الاساطير الفرعونية وهذا كتاب عن الاساطير الفارسية وهذه اشعار لنزار قبانى و....و....و...ولكنها عندما نظرت الى المال فى جيبها ادركت انها لا تستطيع شراء الكتب ولا كتاب واحد حتى فهى عندها احتياجات اخرى يجب ان يلبيها ذلك المال

وهى احتياجات مهمة بالنسبه اليها يتمثل اولها فى شراء خط محمول اليوم
(يعنى المحمول اولى ولا الكتاب اكيد المحمول طبعا)
ولكنها اخذت تفكر وتاكد لها انه زمنا لا مكان فيه للقراءة والكتب
قالت لنفسها:يمكن الغلط عندى انا اللى بختار كتب غاليه هحاول ابص على الارخص بعد كدة
يقابلها اصدقائها
اصدقائها:ايه يا بنتى انتى ميته بقالك 4 ايام ولا اية احنا رايحين نتغدى تيجى معانا؟
هى:( هموت من الجوع اصلا) اه هاجى معاكم
اصدقائها:هنروح فين بقة؟
هى:هنروح فين يعنى الساعة 3 العصر بينا على الكبارية


يضحكون جميعا ومن الممكن ان تكون ضحكاتهم تخفى حزنهم وتخفى حزنها على عدم قدرتها المادية لشراء الكتب وممارسة هوايتها التى تعشقها ومن الممكن ان يكونوا واجهوا مشكلة عدم القدرة الماديه سابقا


(لان كيس الشبسى وباكو المناديل وخط المحمول اولى وهى باين عليها كدة همها على بطنها ورغاية ساعة لقلبك)
ولكنها اخذت تفكر وتفكر رغم ارتفاع ضحكات اصدقائها حولها كان يدور فى بالها جمله وهى
انه زمنا لامكان فيه للقراءه والكتب
وفى طريقها للعودة رأت كتب _على رصيف _لا يتعدى طولها السنتيمترات
ارادت شراء كتاب لكنها ادركت انها انفقت اموالها على الطعام
ومن غيظها الذى لم تستطع التحكم فيه اكثر من ذلك صرخت وقالت
انه زمنا لا مكان فيه للقراءة والكتب
انه زمن الجياع
زمن اللى معاه قرش يحوط عليه
زمن لم يعد يذكر فيه مثل اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره
اصبح زمن اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويحمره وياكله قبل ما الاكل يتمنع

زمن غلاء الاسعار زمن ضياع اهداف الثورة
انه زمن الفوضى زمن الافلاس
انه زمن الجياع انه زمنا لا مكان فيه للقراءة والكتب
انتظر تعليقاتكم

*************************

تحديث
ميجيش الواد الرخم ويقولى كتب ايه اللى بتتكلمى عنها دول غلو السكر غلو الزيت وكمان هنبيع عفش البيت انا كتبت اللى انا عاوزاه وخلاص

انتظروا بوست (حذارى من ثورة الجياع) coming soon